لطالما كرهت منتهى الأشياء.. و رقصت دوما على السلالم ؛ لألا تفقد المعاني مرادفاتها

أحلام تحطمت على صخور شاطئ الأمان!

هل تعرفون شاطئ الأمان ؟ النجاة و فرحة الوصول إلى الأرض الثابتة الطيبة ؟ المستقر الذى لن يغدر بك و لن يغرقك ….

و ما الوطن إلى شاطئ أمان بإنتظارك و يلوح لك بيديه و ويقول لك عد عد إلى بر الأمان … إذا اتخذت البحر صديقا لا تتعمق خشية من غدر الأصدقاء … أنا هناك من أجلك لماذا تلفظنى و تفضل البحر عنى … ولكنك خائف … إن خفت الغرق لا يهم فخوفك الأكبر هو أن تعود إلى شاطئ الأمان و بدلا من أن تستقبلك أحضانه تجد نفسك بين ذراعى صخوره التى تحطمك و لا تترك إلا رفات بالية … فإذا قارنت الموت غرقا بالصخور تجد نفسك تميل إلى غدر البحر … لأن غدره واضح و مبين أما الصخور تقتلك حسرة على بر الأمان الذى كدت أن تنجو فى حضنه و لكنه تأخر و سبقته إليك الصخور .. صخور الظلم و الطمع و الخوف و الجبن … فأين أنت فى كل ذلك …

حتى حطامك صار غريبا عن المكان … حتى لن يكون بر الأمان مسواك الأخير … لأن الأمواج سوف تحملك بعيدا إلى أرض أخرى …

و مع ذلك مازلت تفتقد شاطئك الذى تعرفه و يعرفك … و تطمع فى أن يأتى غيرك من يستطيع أن يزيل صخوره و أشواكه و يغرس الزروع و الطيب :

الطهارة و المحبة و الشجاعة و الخير و الرضا و الأمل … فالأمل يستحيل إقتلاعه من منبته …
 

************************
 هل أملك يومى .. أم يملكنى ؟!

أملك ليلى ؟ أم هو الآخر تملكنى ؟!

وحلمى كذلك … آملكه أو يملكه غيرى ؟!!

***

مالى قد حلمت بوطنْ !

و حلمت بليل و نيل و سكنْ

بعد أن كنت أشتم العبير ..

مالى أجده صارت له

نفس رائحة القبور و العطنْ ؟!

***

يا قواى لا تخورى

فى البحر مع الدوامة

دورى

خلتك ستغرقين

و على غدر البحرِ

تشهدين

لكن إالى شط الأمان وصلتى

فانكسرتى على الصخور ِ !
*********************
ليل نهار حياتنا طيش ..

بنام و نقوم و نموت على خيش…

لا قولنا جاتوه و لا مناقيش …

يكفينا بس رغيف العيش …

فى رضا ، و شبعان مفيش

بنقول بكرة بس مابيجييش ..

و يوماتى اسأل نفسى يا ابنى :

ايه سبتلك علشان تعيش ؟!

 

******

الواد عبده و الواد جلال

كله ماشى بإتكال

آه و ماله نتكل .. لكن

حالنا ده بئس حال ..!

و عم رضا و الواد إسلام

أهو كله ماشى و السلام ..

قالوا آه بنام و نحلم

و نعيش على الأحلام ..

و لا الحلم بلاش نعيشه ؟!

زى الواقع أصبح محال !

7 تعليقات

  1. وفقك الله
    كلام رائع

    ماي 22, 2008 عند 10:06 م

  2. اجعلي الأمل دائما في بكرة أمام عينك..اعملي بصدق و سيري في طريق امنياتك..لا تحطم احلامك ما يدور حولك فهذا ليس هو كل شيئ ..دائما ابحثي عن نقطة الضوء و سيري وراءها مهما لفتك الظلمة فنقطة الضوء ستقودك الي بر الأمان..لا تحاربي طواحين الهواء مثل دون كيشوت بسيوف من خشب..حاربي الظلم و الجهل و الجهالة بالاصرار و العلم و العمل..يمكن أن ينتزع منك اي شيئ لكن لا أحد يستطيع أن ينزع علمك و خبرتك..تعلمي..تعلمي..تسودي و تعلي و تنالي الاحترام حتي من حاسديكي..وفقك الله

    ماي 24, 2008 عند 6:16 م

  3. أحيانا أحلامنا تتحقق بسهولة
    فلا عواصف في البحر ولا زوابع
    لكنها كثيرا ما تتعرض لهذه العواصف
    لذلك علينا أولا الإستيقاظ من النوم،، لكي نحمي هذه الأحلام !

    أشكركم على الطرح الجميل

    ماي 26, 2008 عند 3:52 ص

  4. max13

    يقال ” لا عمري ما ضاقت بلاد بأهلها لكن أحلام الرجال تضيق ”

    ويقال الفقر في الوطن غربه والغنى في الغربه وطن

    في كلماتك لمس لجرح عميق ينزف منه عامة شعوبنا العربية هل شاهدتي حين ميسرة مثلا يمكنك حينها وفي اللقطة الأخيرة عندما يعتذر المخرج من المشاهد ….
    يمكنك حينها ان تختزلي معاناة شعوبنا كلها بكلمة هل نحن أحياء !
    أنا لا أقصد بالجسد بل بالروح

    ماي 26, 2008 عند 10:53 ص

  5. كلام جميل لمس شجن في نفسي

    بالتوفيق

    ماي 28, 2008 عند 2:18 م

  6. الساحرة الصغيرة

    أشكرك أخى ابن الشمال …

    **************************
    doctor aydy
    نصيحتك هى بالضبط ما أحاول أن أفعل … اذكر ذات مرة أن أحدهم سألنى أنتى يتحبى مصر و لا بتقولى على عيوبها ….
    قولتله أن مش عشان أح حاجة لازم تكون من غير عيوب … بالعكس ده تأكيد على أنى بحبها ….
    تحياتى

    *****************************
    أخى عابر سبيل ….
    نعم معك حق علينا أولا الاستيقاظ بدلا من النوم فى عرض البحر و ترك أمواجه تقودنا ….

    شكرا أخى … شكرا لكم جميعا على مروركم الطيب .

    ماي 29, 2008 عند 6:28 ص

  7. الساحرة الصغيرة

    أخى أبو مروان … مرحبا بك …
    أشكر لك مرورك الطيب و رأيك …
    شكرا أخى …

    ******************************
    أخى محمد ….
    قال ابن بطوطة عن مصر : “تموج موج البحر و سكانها ، و تضيق بهم على سعة مكانها ” …
    “لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها لكن أحلام الرجال تضيق ”
    أحيانا أحتار بين هاتين القاعدتين … مصر بلد المتناقضات … تجمع كل المتناقضات على ارض واحدة …

    أما أن الغنى فى الغربة وطن … فلا … ألف لا … إذا أطلق أحدهم على الغربة اسم وطن …
    الوطن العربى كله ينزف و نحن لا نريد تضميد جروحه …
    لم أشاهده … لكننى للأسف شاهدت واقعا أكثر قسوة …
    شاهدت من يموتون جوعا و من يموتون تحت الأقدام و حرقا فقط من أجل الخبز … أبسط شىء كان !!
    ربما تهيم أرواحنا لبعض الوقت … لكن يوما ما ستعود إلى الأجساد … أرجو هذا …
    شكرا لك أخى …
    تحياتى العطرة للجميع

    ماي 29, 2008 عند 6:48 ص

اترك رداً على الساحرة الصغيرة إلغاء الرد