لطالما كرهت منتهى الأشياء.. و رقصت دوما على السلالم ؛ لألا تفقد المعاني مرادفاتها

خذ الثانوية و سيبك من الضحية ..

5

ابكونى .. ابكوا على .. أدعولى …..
لا ، لا تسيئوا فهمى ،لست من طلابة الثانوية العامة …. ولكن لا  داعى لأن تنشرح صدوركم الى هذا الحد، فهذا سيحدث ان عاجلا أو آجلا … ولكنه حتما سيحدث .
و لكنى الآن وقبل أربع سنوات من الثانوية العامة ضحية من ضحاياها .
لا تستغربوا الأمر  ..فضحية الثانوية العامة ليس دائما طالب فى المرحلة الأولى أو الثانية ، انما قد يكون مازال فى الصفوف الأبتدائية ( يا عينى ! ) ( ألم أقل لكم أبكونى !! )
فيكفى أن يكون فى المنزل حالة من الثانوية العامة الظريفة ، لتتذوق طعم الحياة العسكرية ( علما بأن هذا بالنسبة لك وحدك ،أما الطالب الثانوى فينعم بكل وسائل الترفيه  ) (يا لها من دنيا عجيبة !)
فعندما يكون لك أخ يكبرك سنا ، فى الثانوية العامة أو أى سنة أخرى ستقلب الددنيا على رأس حضرتك ، أو على قفا حضرتك المبجل الذى هضم حقه فى هذه الدنيا ( التى لا تعترف بالقفا )  ….
المهم أنه يمكن فى نهاية السنة أن تكون الأخ المضحى أو الأخت وفى ذات الوقت ستكون ( المغفور له …. )

1\9\2005

جلسة عائلية هادئة ظريفة ، فى الأسبوع الأخير من الأجازة االصيفية .جلسة حوت العائلة من أعمام و عمات و أبنائهم .
كنا نناقش أمور شتى وقضايا و ايه وايه كان ككل جلسة … حديث الخميس . حتى تحول محور الحديث بغتة الى موضوع واحد أو ان الجلسة كانت على هذا الموضوع من بدايتها … أخى فى الثانوية العامة ….
فاذا بى  أجد هجوم كبير على و نصائح لم أعرف ما مغزاها ،حتى أننى شعرت أننى من أكتشف الأنانية ، بل شعرت أننى الأنانية نفسها . و اذا بالجميع يقولون لى كلام غريب  عن التضحية ، وعن أهم سنتين فى حياة أخى ،و عن مستقبله ، وعن الأبتعاد عنه وعدم تضييع مستقبله . وحينئذ وحتى الآن لم أعرف كيف اتوا بالجرأة الكافية لقول هذا الكلام ؟ ! وكيف لهم أن يتصوروا أنه يمكننى أن أتسبب فى ايذاء أخى الوحيد .. أو أن أكون سببا فى هدم حياته . ولكن من يفهم !
وبعد كل هذا لم أعرف كيف أقدمت على هذا العمل الأخرق وقلت لوالدى بكل ذوق وأدب (اللذان لم ينفعا فى حينها ) ، أننى فقط أريد أن أشاهد الجزء الأخير من فيلم ثلاثى الأجزاء شاهدته فى الأجازة … وقبل أن أكمل تلك الجملة خيل لى أننى أرتكبت خطأ
لا يمكن أن يغتفر. وانتفضت بغتة حين سمعت أبى ونهره لى .. حتى أننى لم أقوى على الكلام واحتبست الدموع فى عيناى و هرولت خارج الحجرة وجلست فى ( الفاراندة ) أنظر الى النجوم وأغنى واسكب دموعى (يا كم صعبت على نفسى الآن ) ..
ولم يكن ليهمنى ما يقولون عنى فى هذا الوقت ، ولكن الطريف أنهم أخذوا يبحثون عنى داخل المنزل حتى أنهم بحثوا  تحت السراير(لا أعرف لماذا يظنون أننى بتلك السذاجة ) …. المهم أن تلك الليلة مرت. ولكن حينها علمت أن هذه السنة والسنة القادمة ستكون من أصعب سنين حياتى ….

***
2005
درس .. درس ، كلما أسير أجد درس . درس هنا ، ودرس هناك ولم أكن أرى أخى كثيرا . و أن أيضا أنشغلت بصفى الدراسى (السادس الأبتدائى ) و أحببته كثيرا ( على الرغم من أننى بشر كالجميع الا  اننى ولأسباب غير معروفة أعشق الدراسة ) (ولكن أظننى بدأت أغير رأيى  لأسباب معروفة … بسبب الصف الأول الأعدادى ) …
و منزلنا الجميل الهادىء على نحو ما فى الأجازات الصيفية ، أصبح كتلة من المشاحنات والمجازر ، و العصبية بسبب الا سبب .
ربما بسبب أخى الظريف ، الهادىء ، المسالم (الذى سوف يقتلنى عندما يقرأ تلك الكلمات المعبرة)
فأخى العزيز له طريقته الخاصة والفريدة فى المذاكرة ( والبهلوانية ان شئنا الذكر ) فهويأتى بالكتاب الذى يذاكر فيه ويعظمه ويضعه على الأرض وينظر اليه من فوووق وهو نائم على الأريكة ، وكأنه يتصفح العدد الثانى من ميكى .
***

طاااخ ،طييخ ،طوووخ. لا لا تسيئوا الفهم … انه ليس ارتطام قطارين … انها الأصوات الطبيعية لمنزلنا …
ترزيع ، تكسير ، تحطيم … أنها السمفونية الطبيعية الى لم يحز  (بتهوفن ) بشرف كتابتها .
وحتى وان كنت بارد ولم ترد التدخل بين الأب والأم و ابنهما ستجد نفسك بطريقة ما لا يعلمها سوى الخالق وسط الجميع لتحصل على تذكار  ظريف ، لطيف كلكمة أولطمة لتشير الى ماتعانيه ..
و كان يجب أن اتذكر ألا أرد على مكالمات الهاتف ، فالمتصل أيا كان سوف يتجاهلنى كالعادة ويسأل عن أول ما يسأل أحوال اخى
و سأتجاهل الأمر كعادتى واقص للقريب المتصل ما حدث على نحو طريف ، لعل أحدا يتعاطف معى . وكالعادة وما لم أتطع حفظه كانت تلك الجملة تطرق مسامعى نت الجميع ” طبعا ، أنت يا …  كنت السبب” … ( الرحمة )
***
السبت من كل أسبوع كان الجحيم الحقيقى انه يوم اجازتى ويوم درس الفرنساوى . انه يوم المهرجانات . وان لم اسمع لأخى العزيز الكلمات التى حفظها ، فسيجد هو طريقة ما لأقناعى بذلك ، المهم أنه لن يتركنى فى حالى ومذاكرتى الا حين ان اسمع له .
وفى النهاية أكون أنا تلك الفتاة الأنانية التى تضيع وقتها ووقت أخوها العزيز ….
***
والسنة مرت وكان اخى فى نظرى يبلى بلاءا حسنا ، ومع ذلك كان هناك طااخ ، وطييخ ، وطووخ و مهرجانات أيام السبت المعتادة…
وانتهت امتحاناتى وخلال أسبوع ظهرت النتيجة ، وحمدا لله نجحت وانهيت المرحلة الأبتدائية . و فى الفترة ما بين اجازتى وبداية أجازة أخى كنت لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ، حتى أنهى أخى المرحلة الأولى من الثانوية العامة ، وكانت النتيجة جيدة جدا وان شاء الله تؤهله الى الكلية التى يحلم بها ….
و للأسف السنة الماضية ستعيد نفسها مرة أخرى ، و سأكون كما دائما الضحية ….
و سيكون الأمر بالنسبة لجميع طلابة الثانوية العامة … ” خذ الثانوية ، وسيبك من الضحية !!! ”
والى لقاء فى المرحلة الثانية
ضحية الثانوية ……

لا أعرف كيف مر العامان و انقضيا بتلك السرعة .. أنا صرت في الصف الثالث الاعدادي و أخي في سنته الجامعية الثانية .. ربما لم يتغير الأمر كثيرا .. فهو الآن طالب جامعي علينا أن نوفر له سبل الراحة و أنا مازلت طفلة مدرسية 😀 شيء لن يتغير

7 تعليقات

  1. وفقه الله ويسر له الطريق إلى ما يتمنى ويأمل
    وأعانك الله .. واعلمى أنه سيأتى اليوم وتكونى أنت
    المدلله وهم الضحايا.. الأيام دول .

    نوفمبر 21, 2008 عند 4:44 م

  2. Ahmed magdy

    السلام عليكم
    أختى الفاضلة :الساحرة الصغيرة
    الثانوية دى للناس الغلابة
    أمتحانات الثانوية تباع علنى
    والطلاب المتوسطين يدخلون الجامعات الخاصة
    والطلاب الاعلى يدخلون الجامعات الاوروبية
    الاخ
    أحمد مجدى

    نوفمبر 21, 2008 عند 11:56 م

  3. Naryat

    هي الثانوية دايماً وجع دماغ كده؟؟
    عارفة حاجة اقولهالك يمكن تستغربي منها؟ مش انا بشتغل؟ مش انا اللي بقابل المرشحين للتوظيف في قسم الهندسة فشركتي؟ عارفو انهم بيبقوا مهندسين و معاهم سهادات جامدة و مع كده مديري بيأكدلي: “ما تنسييييش تسألييييه عن درجاتو في الثانوي”!!!! 😐
    غريب مش كده؟ 😀
    نتيجتك في ثانوي هتلزقك طول العمر، فا متبقيش انانية و تضيعي وقت اخوكي لو ساعة بتكفيكي انتي هو محتاج بدالها ساعتين و ما تقارنيش نفسك بيه اصلك مش هتفهمي الا لما تبقي انتي كمان ف ثانوي ====> يا لهوي!! هي ناريات كمان بقت زيهم!! ههه بهزّر معاكي يا حبيبتي ما تاخديش فبالك 🙂

    ربنا يوفقو و ياخد بايدو… هو علشان انتي اصغر منو طبيعي تحسي بكده… و اظن حتى لما انتي تبقي فثانوي كمان هيخنقوه علشانك!! 🙂 انا لما كنت فثانوي كان اهون عليّ الف مرة من لما اخواتي التنين الأصغر مني بقا ف ثانوي!!
    بس معلش… هي سنة و هتعدي ان شاء الله زيما عدت اللي قبلها 🙂

    نوفمبر 22, 2008 عند 10:25 ص

  4. و الله فكرتيني بذكريات زي الفل الصراحه >.< , انا برضه من حوالي 6 سنين كنت بمر بالحكايه دي لاني الاخ الاصغير و اخويا الوحيد كان في ثانويه عامه و نفس النظام بقي , لازم تضحي يا ايمن …الخ ما تتفرجش علي التلفزيون يا ايمن و اخوك بيذاكر علشان ما يقومش من علي المذاكره و يتفرج معاك هههه , ذاكر في اوضه تانيه …الخ , انزل النهارده علشان اخوك وراه مذاكره ( طيب ما انا ورايا مذاكره انا كمان بس اهي فرصه انزل علي اساس اني بضحي بمذاكرتي ههه)

    لما انا بقيت في الثانويه العامه من حوالي 3 سنين حسيت باللي كان بيمر بيه اخويا بس مع ذالك ما كنتش مدلل لاني الاخ الاصغر و بطبيعة الحال مفيش حد اصغر مني ينفذ كل القوانين اللي فاتت علشان راحتي 😀

    الحمدلله بقيت في كلية دلوقتي و مستريح من وجع القلب ,,

    عقبالك يا رب

    ربنا يوفقك 🙂

    نوفمبر 22, 2008 عند 2:45 م

  5. Nahla

    السلام عليكم.
    كيفك اختى الساحرة الصغيرة اعذرينى على عدم دخولى مدونة من فترة بسبب انشغالى افى الدراسة.
    وحشتنى كتابتك الرائعة .
    لا تقلقى من الثانوية العامة
    الله يوفقك ويكرمك بحياتك.
    تحياتى لكى اختى الساحرة الجميلة

    نوفمبر 22, 2008 عند 2:55 م

  6. مش لما نخلص اللي احنا فيه … نبقي نشوف ثانويه عامه 😀 😀

    نوفمبر 23, 2008 عند 12:47 م

  7. حسن يحيى

    انا بقيت حاسس انه انا في كابوس مش هفوق منه واني هفضل بقيت عمري في الثانوية العامة

    اما ابقى سجينها واما انا اعدمها واخلص

    تحياتي

    نوفمبر 23, 2008 عند 7:23 م

اترك رداً على حسن يحيى إلغاء الرد