لطالما كرهت منتهى الأشياء.. و رقصت دوما على السلالم ؛ لألا تفقد المعاني مرادفاتها

صديقان في الحماقة

كنا صديقين في الحماقة …
يخلق الخيالات و يطلقها حلما بين يدي ،
أعيشها في جشع طفولي ..

فيضحك قليلا :
لتتركي لي بعض الحيوات ..
تعرفيني .. مضى وقت طويل  منذ مرة أخيرة …
حييت شيئا من حياتي ..
و يوما كان يخبرني ..
” لا أمسك كان يومي ، و لا يومك غدي ”
إني تركت ما تبقى ليفر من بين يدي ..

*******
و ما اعتبرته يوما إلا صديقي في الحماقة..
و قمت أسأله فنا .. يزدني :
” لتزن لي من الشعر بيتين اثنين ..
و من تلك القافية هناك ،
اعطني بجنيهين ..
و ليلا لا تنس مجيئا ..
أعد عشاء خاصا .. لا يليق إلا …
بشاعرين

********
( بعد العشاء )
يغترف من بحور الشعر كئوسا ..
و لدي كوب كاكاوي  – ساخن ..
كنا صديقين في الحماقة .. أسأله كف .. أنت ستثمل ..
و يرد لا ..
” و لو ثملت ؟!  .. ما كان الخيار ؟ ”
– ماذا تبقى ؟
لا شيء سواي .. و قلمي .. و دفتر أشعار ..
– و هل يبتاعونك شيئا ؟
” يبيعوني كشيء !! ”
و أرخص من حفنة غبار !
********
ظللت عمرا أخلق الأغنيات ..
عن فرس و فارس من عهد فات ..
انتهيت و ما ينتهون ..

– سيدي ، قد ثملت ..
و إن يكن !! و إن ثملت  …
هل تغيرت المعاني ؟
لازالت هي ..
هل تغيرت عني ؟
(أعرف أني ما زلت أنا ..)
سوف أثمل  إن كانت الكأس الأخيرة ..
و” مجد لظل المحارب !! ”
فلنغني !!

******
كنا صديقين في الحماقة …

و صباحا  قابلته ضاحكا ..
أتساءل  ” ماذا هناك ؟ ”
في طريقي قابلت ناقدا ..
– و …
يقول :
تيسر عسرا .. و لا تكتفي ..
فتعسر يسرا …
……
عجبا لهم .. يريدون قتلك ..
و يمضون و ما تركوك..
إلا خالدا

******
جريت إليه أصرخ …
دخلوا القصيدة .. لم يتركوا شيئا ..
كسروا الأقلام ..
حرقوا الدفاتر ..
..
كان هادئا جدا .. يسائلني ..
و في الحديقة ، هل روا أحدهم  السنديان ؟
– قد فعلوا …
إذن لم يتبق شيئا أفعله …
سوى أن أنام …
– هل هو الموت أكثر ؟
بل أقل القليل …

دعيني فقط  أفترش ظل السنديان …
و إكليل رأسي اصنعوه من الأقحوان ..
أبيضا .. أريده ..
لأني كنت ذكرى شريدة
بين ثنايا الزمان ..
و ابقوني هنا ..  أصير مثل غيري …
من مفردات المكان !!
*******

كنا صديقين في الحماقة ..
حين أتاني اليوم و قال :
لتدعينا من تلك الشراكة !!!

6 تعليقات

  1. Xenia

    كم أتمنى أن يكون لي صديق في الحماقة كمحمود
    إختيار موفق جدا أيتها الساحرة الصغيرة ..

    تحية من حمقاء ..واحدة

    ديسمبر 29, 2009 عند 2:20 ص

  2. اختي الكريمه الساحره الصغيره .
    صديق في الحماقه ..اللهم وابدله صديق في الحق
    كما كان شريكي في الحماقه يكون شريكي في الخير
    وماالاصدقاء الااو طان صغيره
    دمت بود صديقتي …

    ديسمبر 31, 2009 عند 6:14 ص

  3. دائما مبدعة أختى العزيزة
    أرى دائما أنك ممن يمتلكون ناصية الكلمات .. فحافظى على تفوقك
    دمتى بخير و بالتوفيق دائما
    احمد

    جانفي 20, 2010 عند 11:01 ص

  4. seerannofal

    حبيت بس أمسي على مدونتك..اشتقتلها كتييييييير

    فيفري 6, 2010 عند 8:23 ص

  5. من اجل عينيك

    ماشاء الله عليكي يا ليتل ويتش
    بتكتبي بشكل ناضج اوي وكأنك خبرتي الدنيا واتعلمتي كتير

    فيفري 10, 2010 عند 2:23 م

  6. ام يزن

    روعة بصراحة كلام حلو كتير وننتظر المزيد والاجمل

    أكتوبر 28, 2010 عند 11:09 ص

اترك رداً على seerannofal إلغاء الرد